جدلية: ما هي أكثر الخواص إمتاعاً في خدمة تويتر وإرسال التغريدات؟
غازي القبلاوي: إنها حرية كتابة أفكارك دونما محددات كثيرة، نحوية كانت أو لغوية، إضافة إلى الطبيعة المختصرة لتويتر والتي تجعل من المهم للشخص أن يصوغ أفكاره بأسلوب غاية في الاختصار، والتركيز، والتثقيف. الخاصية الأخرى هي أن أغلب الحواجز الاجتماعية، والثقافية، والاجتماعية-الاقتصادية تختفي نسبيا على صفحات التويتر، حيث يمكن للناس من مختلف الخلفيات والثقافات أن يتواصلوا مع بعضهم بغض النظر عن المركز أو المكانة الاجتماعية.
جدلية: ما هي بعض المحددات السياسية، والثقافية، والاجتماعية التي واجهتها خلال استعمالك لوسيلة التواصل هذه؟
غازي: لقد وفر تويتر الامكانية للناس من مختلف الخلفيات ليتواصلوا مع بعضهم، وهو وسيلة أكثر انفتاحاً من شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى. من خلال خبرتي، فإن المحدد الوحيد هو عدد المتابعين الذين يستطيع الشخص أن يتفاعل معهم في كل مرة. بخلاف ذلك، فإن شخصاً من بلد متقدم لديه الفرصة للتفاعل بحرية مع شخص في بلد نامٍ بدون مشاكل تذكر طالما أنهما يستعملان نفس اللغة في التواصل.
جدلية: من خلال خبريتك واستعمالك لتويتر، هل تشعر أن تويتر يساعد في التعبئة أم أنه يفسد التنظيم؟ وهل يساعد في التركيز أم أنه يخلق زحاماً؟ وهل هو سهل الادارة أم يعلو فيه الضجيج؟ وهل يساعد في الاقناع بالتعبئة أم أنه يحول الجميع إلى متصفحين ومشاهدين؟
غازي: يعتمد تويتر، وكأي وسيلة تواصل أخرى، على كيفية استغلال خواصه المتعددة من قبل المستخدمين. من خلال خبرتي أرى أن تويتر يمكنه أن يصبح أي شيء تريده أن يكون، ولكن في البداية يجب أن يسأل المستخدم نفسه: "ما هو هدفي من استخدام هذه الوسيلة؟".
على سبيل المثال، تويتر سهل التحكم أكثر بكثير من الوسائل الأخرى، ويمكن لك أن تخفض الضوضاء فيه إلى حد كبير متى ما تحكمت بعدد محدود من الخيارات. ولكن هناك جانب آخر من تويتر يمكن أن يكون مخادعاً، حيث يمكن له أن يمنحك شعوراً زائفاً بالثقة والأهمية. يمكنه أيضاً أن يحدد مدى المعلومات والآراء التي تتعرض لها، وفي بعض الحالات يمكنه أن يحرف الصورة التي تبحث عنها لتشكل رأيك الخاص.
جدلية: هل كان تويتر عاملاً مساعداً أو معوقاً لقضيتك؟ وهل يحول التويتر الناشطين إلى ناشطين على كراسي (ناشطين كسالى)؟
غازي: أثبت التويتر أهميته خلال الثورة الليبية، فقد كان منبراً مهماً للكثير من الناشطين لترويج ونشر الأخبار الهامة، خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن عدد الناشطين الليبيين الذين استعملوا التويتر في عام 2011 لم يزد على ألفي ناشط ممن كانوا مشتركين في العديد من الفعاليات. وقد قاموا بعملية منظمة لكسر حواجز الصمت التي استعملها القذافي ليزود الاعلام العالمي بمعلومات خاطئة.
صحيح أن العديد من مستعملي التويتر قد يتحولون إلى ناشطين كسالى، الأمر الذي لا أجده نافعاً، ولكن كلما ازداد عدد الأشخاص الذين نتمكن من تزويدهم بالمعلومات، كلما حصلنا على نتائج أفضل مع أغلبية المستعملين الذين يستعملون هذه الوسيلة بين حين وآخر ولا يدافعون عن قضية معينة.
جدلية: كيف ساعدك تويتر كمصدر للمعلومات؟ كيف تمر على كل هذا الكم من المعلومات وتقرر الموثوق منه؟
غازي: كان تويتر وسبيقى مصدراً موثوقاً جداً للمعلومات في ما يخص عملي، ولكن من المهم أن نطور آلية للاستعمال الكفء. من خلال التجربة، وحين نتعامل مع مصادر معينة للمعلومات، فإنه من المهم أن نطور وسائل اتصال مادية مع مصادرنا، وألا نعتمد بالكامل على التواصل عبر المحيط الافتراضي فقط حيث الأسماء المستعارة والصور الرمزية.
جدلية: ما هي التغريدات التي وجدت أنها تجتذب أكبر عدد من الردود وإعادة النشر؟
غازي: يعتمد هذا على نوعية الأشخاص الذين تتبعهم، أو الذين يتبعوك. من المثير للاهتمام أنني أرسل تغريدات باللغتبن العربية والانجليزية فيما يخص الشؤون الليبية. وفي أغلب الأحيان تجتذب التغريدات الانجليزية استجابات أوسع بكثير من تلك العربية ولنفس المعلومة. كذلك، فإن التغريدات التي تعبر عن رأي في موضوع معين (اجتماعي، ديني،سياسي) وجدالات حول الشؤون الحالية تولد الكثير من الاستجابات والتفاعلات. ولكن كل هذا يعتمد على مدى انخراطك مع من يتبعوك وعلى ديناميكية المجتمع الصغير الذي تنشئه على التويتر.
[نشرت هذه المقابلة للمرة الأولى على "جدلية" باللغة الإنجليزية وترجمها إلى العربية علي اديب]